الرئيس أبو مازن يمنح المناضل الراحل ممدوح نوفل وسام نجمة الشرف العسكري

بقلم وكالة الأنباء الفلسطينية في 26/07/2015

رام الله، وفا- منح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الأحد، المناضل الراحل ممدوح نوفل، وسام نجمة الشرف العسكري.

وتسلم الوسام من سيادة الرئيس، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، زوجة الراحل السيدة فيرا، بحضور أصدقائه هشام مصطفى وزوجته، وسليم تماري.

ومنح سيادته، المناضل الراحل نوفل وسام نجمة الشرف العسكري، تقديرا لمسيرته النضالية والوطنية في المجالين العسكري والسياسي، وتثمينا لجهوده في الدفاع عن مكتسبات الثورة الفلسطينية وعمله في إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

ولد عمر عبد الرحيم صالح نوفل واسمه الحركي (ممدوح) عام 1944 في مدينة قلقيلية حيث تلقى تعليمه الأساسي، والإعدادي، والثانوي، وبعد حصوله على الثانوية العامة من قلقيلية التحق بدار المعلمين في مدينة رام الله ليتخرج منها بعد عامين ويعمل مدرساً متنقلا في عدد من مدارس الضفة الغربية.

وبدأت شهرة عمر باسم ‘ممدوح’ عام 1966 عندما أطلق على نفسه هذا الاسم اقتداء بأحد ضباط الجيش العراقي الذين رابطوا في نواحي مدينة قلقيلية خلال عامي 1948 و 1949؛ ولأن هذا الضابط أظهر براعة عسكرية عالية في قيادة المعارك ومقاومة القوات الإسرائيلية.

وانخرط ممدوح نوفل في العمل الحزبي والسياسي الفلسطينيين مبكراً، بدأ ذلك مع انتمائه لحركة القوميين العرب عام 1962 حيث شارك في نشاطاتها المختلفة في الضفة الغربية. بعد ذلك انتقل الراحل الكبير إلى الجناح العسكري للحركة (شباب الثأر) ثم (أبطال العودة) عام 1965 وشكل مجموعة مسلحة في منطقة قلقيلية عام 1966.

بعد هزيمة حزيران عام 1967 ترك ممدوح نوفل سلك التدريس والتحق بالعمل الفدائي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأسهم في تأسيس جناحها العسكري في الأردن عام 1968.

لاحقا، ساهم ممدوح نوفل في تأسيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عقب انبثاقها من رحم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في شباط عام 1969. صعد نجم ممدوح نوفل داخل الجبهة الديمقراطية وتولى قيادة القطاع العسكري فيها، ثم تقلد قيادة القوات الثورية من عام 1972 – 1988، وكان عضواً في اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية، ثم عضواً في مكتبها السياسي.

سمي ممدوح نوفل عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني منذ عام 1971 وحتى وفاته، وعضواً في المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية منذ تأسيسه عام 1974.

إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 غادر ممدوح نوفل بيروت مع قوات الثورة الفلسطينية إلى سوريا، ثم عاد إلى لبنان بعد ذلك وساهم في إعادة تنظيم القوات الفلسطينية وتولى مهمة قيادة قوات الثورة خلال سنوات 1986 – 1988.

غادر ممدوح نوفل الساحة اللبنانية متوجهاً إلى تونس في أيلول 1988.

عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى (انتفاضة الحجارة) عين نوفل عضواً في اللجنة العليا لشؤون الوطن المحتل، وعضو قيادة العمل اليومي للانتفاضة التي كان يترأسها الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات.

عين ممدوح نوفل عضواً في القيادة الفلسطينية ممثلاً للجبهة الديمقراطية وعضواً في اللجنة العليا لمتابعة المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية وشارك في أعمال مؤتمر مدريد عام 1991 كمندوب عن الجبهة.

لعب ممدوح نوفل دوراً في الإعداد لاتفاق أوسلو عام 1993 وكان من بين مجموعة صغيرة على علم بالمفاوضات السرية الدائرة في ضواحي العاصمة النرويجية (أوسلو)، كما ساهم بفاعلية في تأسيس الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) وكان عضواً في قيادته الأولى وعضو مكتبه السياسي والذي يمثل قيادة العمل اليومي في الحزب.

عاد ممدوح نوفل عام 1996 إلى أرض الوطن حيث أصبح عضواً في المجلس الأعلى للأمن القومي الفلسطيني ومستشاراً للرئيس الراحل أبي عمار للشؤون الداخلية.

صدر للراحل الكبير ستة كتب وهي:

– قصة اتفاق أوسلو (طبخة اوسلو) عام 1995.

– المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية مدريد – واشنطن (الانقلاب) عام 1996.

– البحث عن الدولة الفلسطينية عام 2000.

– الانتفاضة (انفجار عملية السلام) عام 2002.

– ليلة انتخاب السيد الرئيس عام 2005.

– مغدوشه (قصة الحرب على المخيمات في لبنان) 2005.

كتب ممدوح نوفل عدة مقالات وأبحاث سياسية في عدد من الصحف الفلسطينية والعربية.

بعد صراع مرير مع المرض انتقل ممدوح نوفل إلى جوار ربه يوم السبت الموافق 21/7/2006 في العاصمة الأردنية عمان، عن عمر ناهز الـ62 عاماً، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى أرض الوطن حيث ووري الثرى في مدينة البيرة عقب جنازة رسمية وعسكرية مهيبة كان في مقدمة المشاركين فيها سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس.

توفي ممدوح نوفل وهو يحمل رتبة عميد، وكان متزوجا من السيدة (فيرا) وله من الأولاد ولد واحد واسمه (مضر).

ـــ

م.غ، ب.غ/و.أ