رسائل سياسية إلى أبو عمار

بقلم ممدوح نوفل في 21/11/2002

سيادة الأخ الرئيس أبو عمار /حفظه الله

تحية طيبة
بداية، لا بد من القول أعانكم الله في قيادة السفينة الفلسطينية إلى بر الأمان. وأعتقد يا سيادة الرئيس أن فوز متسناع في قيادة حزب العمل يمثل محطة رئيسية في بداية انحسار الهجوم الإسرائيلي الشامل ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية. وقيمة هذا الفوز لا تكمن فقط في ظهور أمل بتوفر “شريك إسرائيلي” للسلام بل وأيضا في إمكانية حدوث شرخ في موقف اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا، خاصة أن متسناع يرفض المشاركة في حكومة اتحاد وطني مع الليكود.

صحيح أنه يجب عدم خلق أوهام حول هذا التطور إلا أن المصالح العليا للشعب الفلسطيني تقتضي تفعيله واستثماره إلى أبعد حد ممكن في دحر الهجمة الشرسة، واقترح خطة التحرك التالية تحت شعار “فوز متسناع وفر أمل بشريك إسرائيلي للسلام” و”إن جنحوا للسلام فاجنح لها” :

أولا/ إصدار بيان باسم قيادة م ت ف يعتبر فوز متسناع يخلق أمل بتوفر شريك حقيقي لصنع السلام في المنطقة. وان م ت ف جاهزة للدخول فورا في مباحثات مع قيادة حزب العمل الجديدة، بهدف التوصل إلى اتفاق مبدئي حول سبل استئناف المفاوضات السلمية الفلسطينية الإسرائيلية، على قاعدة الخطوط العريضة التي طرحها متسناع في حملته الانتخابية لزعامة الحزب.

ثانيا/ تحضير الوضع الداخلي لإصدار إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد ووقف كافة أنواع العمليات العسكرية ضد إسرائيل والإسرائيليين. وفي سياق التحضير للإعلان يتم:
ـ التمهيد مع حماس والجهاد لتلبية دعوة رئيس دولة فلسطين قادة القوى الوطنية والإسلامية للشروع في حوار فلسطيني داخلي حول وقف إطلاق النار ووقف العمليات العسكرية.
ـ إصدار بيان باسم “قيادة الانتفاضة” “القوى الوطنية والإسلامية” يعتبر فوز متسناع بارقة أمل في طريق صنع السلام بين الشعبين، ويدعو شعب إسرائيل إلى توسيع هذا الأمل. ودعوة الجماهير العربية في إسرائيل إلى المشاركة بقوة في الانتخابات وعدم مقاطعتها. وإذا تعذر ذلك يمكن صدور البيان باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
وتنظم قيادة الانتفاضة مسيرات شعبية تحت شعار أعطوا السلام فرصة.
ـ توجيه نداء من عدد من الشخصيات الوطنية والكتاب والمثقفين إلى القوى الفلسطينية تدعو إلى وقف العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين باعتبارها تلحق الضر بالمصالح الوطنية. وتوجيه المنظمات والاتحادات الشعبية لإصدار بيانات مماثلة.
ـ إصدار بيان باسم المجلس التشريعي يعتبر فوز متسناع يوفر شريك لصنع السلام، ويدعو القوى الفلسطينية إلى وقف العمليات ضد المدنيين الإسرائيليين لأنها تلحق الضرر بالمصالح الفلسطينية وتشوه صورة النضال الفلسطيني العادل.
ـ إصدار بيان باسم المجلس الوطني الفلسطيني يعتبر فوز متسناع يوفر شريك لصنع السلام واستئناف المفاوضات، ويدعو القوى الفلسطينية وضع المصالح العليا للشعب الفلسطيني فوق جميع الاعتبارات الأخرى، ووقف العمليات العسكرية ضد المدنيين الإسرائيليين.

ثالثا/ إجراء الاتصالات العربية اللازمة لتجديد طرح مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، ودعوة الإسرائيليين إلى التصويت لصالح السلام العربي الإسرائيلي، وخلق الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام على جميع مسارتها.

رابعا/ دعوة الجماهير العربية في إسرائيل للمشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها، واجراء الاتصالات اللازمة لرفع نسبة المشاركة وتوحيد الكتل الانتخابية في قائمتين انتخابيتين.

سيادة الرئيس
أعتقد أن تنشيط الحركة الفلسطينية في الأيام والأسابيع القليلة القادمة لتعزيز توجهات تيار السلام داخل إسرائيل ضرورة وطنية فلسطينية، وقد تساعد في تقليص خسائر شعبنا في هذه الفترة الحساسة. وتساهم في حشد القوى الوطنية وأظن أن التشاور مع الأحزاب العربية وقيادة حزب العمل وميرتس حول التحركات الفلسطينية المقترحة يمكننا من تجنب الوقوع في المحظورات المعروفة لكم .

ودمتم للنضال وتحقيق أهداف شعبنا

21/11/2002
ممدوح نوفل

سيادة الأخ الرئيس أبوعمار /حفظه الله
تحية طيبة
بصرف النظر عن النوايا، اعتقد أن عملية حماس ضد المدنيين الإسرائيليين في
“ريشون لتسيون”، ألحقت أذى كبيرا بالمصالح الوطنية العليا، ووفرت لشارون غطاء إسرائيليا ودوليا لاستكمال مشروع تدمير السلطة الفلسطينية، وفرض قيادة بديلة
عميلة، وتدمير عملية السلام ونتائجها على الأرض.
ـ بعد عودة شارون من واشنطن يتوقع ان يقوم الجيش الإسرائيلي بعملية حربية
واسعة تستهدف مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، ومقر الرئاسة في رام
الله، وعددأ من التجمعات السكانية لفلسطينية في الضفة وقطاع غزة.
ـ في سياق الدفاع عن المصالح العليا أقترح :
أولا/ إصدار بيان رسمي من حركة فتح والقوى الوطنية المستعدة لذلك: يعلن إنهاء
صيغة العمل المشترك تحت اسم “القوى الوطنية والإسلامية” وفك التحالف مع حركة
حماس. وتحميلها مسئولية الدمار الذي لحق بالشعب الفلسطيني أو الذي قد يلحق.
ثانيا/ دفع المؤسسات الوطنية الثقافية والإعلامية والاجتماعية والنقابات والاتحادات إلى
إدانة خرق حماس للموقف الوطني الموحد. ودعوة السلطة إلى تحمل مسئولياتها
ومحاسبة قيادة حماس على هذه الأعمال غير المسئولة المدمرة لمصالح الشعب.
ثالثا/ تكليف أجهزة الأمن الفلسطينية بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف قيادة
وكوادر حماس بأسرع وقت ممكن.
رابعا/ إجراء الاتصالات الإقليمية والدولية اللازمة لإطلاع من يلزم على هذه الخطوات.

السيد الرئيس/ أعتقد أن مثل هذه الاجراءات ضرورية، وقد تساعد في تجنيب شعبنا
ويلات عملية عسكرية بربرية جديدة، أو تخفيفها. وتساهم في حشد القوى الوطنية،
والعربية والدولية في مواجهة العملية العسكرية الإسرائيلية القادمة حتما.
ودمتم للنضال وتحقيق أهداف شعبنا

8/5/2002 ممدوح نوفل