رسالة سياسية إلى السيد الرئيس أبو عمار

بقلم ممدوح نوفل في 17/12/2001

سيادة الأخ الرئيس ابو عمار ـ حفظه الله تحية طيبة
ـ أعانكم الله على قيادة السفينة الفلسطينية في هذه المرحلة الحرجة. ولا شك بأن “خطاب العيد” رسم الخريطة التي توصلنا الى بر الأمان وسط هذه العواصف العاتية التي تهب على العالم، وبخاصة منطقتنا. واعتقد ان ترجمة مضمون الخطاب بسرعة في خطوات تنظيمية يبقي زمام المبادرة بيد القيادة الفلسطينية ويعطيه قوة فعل إضافية في الساحتين الدولية والإقليمية، ويعمق مأزق حكومة شارون ويعجل في فك التحالف بين حزبي العمل والليكود. وفي هذا السياق أقترح :
أولا/ تفعيل دور قوى منظمة التحرير الفلسطينية في حشد طاقات شعبنا داخل وخارج الوطن حول ما تضمنه “الخطاب”. والعمل على عزل التيار الإسلامي المتطرف ووقف العمل بصيغة “القوى الوطنية والإسلامية لقيادة الانتفاضة”. وإحياء صيغة “قوى منظمة التحرير”، وتفعيل دور المجلس التشريعي والاتحادات الشعبية، وجذب منظمات المجتمع المدني. ودعوة الجبهتين الشعبية والديمقراطية والفعاليات الوطنية تحمل مسئولياتهم في الدفاع عن المصالح العليا.
ثانيا/ إبلاغ قيادتي حماس والجهاد الإسلامي ان القيام بأي عمليات عسكرية بعد “الخطاب” يرقى الى مستوى خيانة المصالح الوطنية، وان السلطة ومنظمة التحرير مستعدة لعمل كل ما يلزم دفاعا عن هذه المصالح وتعزيز مصداقيتها داخليا وخارجيا.
ثالثا/ تشكيل مجلس أعلى للشئون الاجتماعية لمتابعة قضايا الشهداء والجرحى ورياض الأطفال والمؤسسات التعليمية..الخ التي كانت تقوم بها حركتي حماس والجهاد. ودعوة الدول المانحة والأشقاء العرب الى تمويل صندوق هذا المجلس.
رابعا/ المصادقة على القوانين والمراسيم الضرورية لتنظيم العلاقات داخل المجتمع الفلسطيني وتعزيز مصداقية المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
خامسا/ إجراء ما يلزم من تغيير في مفاصل أجهزة الأمن والمحافظين وكبار الموظفين لجهة تعزيز مصداقية السلطة وتحسين الأداء وردم الثغرات النافرة، وجذب أوسع قطاع شعبي حول الأجهزة.
سادسا/ تشكيل “حكومة طوارئ” تنهض بمهام حالة الطوارئ التي أعلنت، وبما ورد في “خطاب العيد” ويعطيه بعده الجماهيري والسياسي والتنظيمي، ويوسع قاعدة السلطة في شتى أنحاء الوطن.
سيادة الرئيس:
أعتقد ان مثل هذه الخطوات ضرورية لحشد طاقات شعبنا في هذه المرحلة ورائكم. ويعطي التوجهات الوطنية الجديدة بعدا داخليا ويسهل معالجة ذيولها ونتائجها الداخلية. ويمنحها مصداقية في الحقلين الإقليمي والدولي، وتساعد في عزل حكومة شارون وإفشال مخططاتها الإجرامية.
ودمتم للنضال وتحقيق أهداف شعبنا

سيادة الأخ الرئيس ابو عمار ـ حفظه الله 13/9/2001
تحية طيبة
ـ أعانكم الله على قيادة السفينة الفلسطينية إلى بر الأمان، واجتياز المرحلة الجديدة الخطرة، التي دخلتها العلاقات الدولية، بعد الهجوم الذي تعرضت له الأراضي الأمريكية، وبدأت بفرز واصطفاف دولي جديد في معسكرين.
ـ اعتقد ان أمريكا ومعها المجموعة الأوروبية تجد نفسها ملزمة بالدفاع عن مصالحها في العالم من خلال:
اولا، تشكيل تحالف دولي أمني سياسي أيدلوجي واسع ضد العدو (الإرهاب)، يشبه التحالف الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية والذي قسم العالم إلى معسكرين.
ثانيا/ تكريس جهد أكبر لحل النزاعات الإقليمية التي توفر المناخ العقائدي والسياسي لانبعاث (الإرهاب) ونموه، وفي مقدمتها النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
ـ أعتقد ان المصالح العليا للشعب الفلسطيني تتطلب إطلاق مبادرة تهدف إلى :
أ) ان نكون طرفا “فاعلا” في المعسكر المعادي للإرهاب، وان نكون في صلبه منذ بداية تشكله، وليس على أطرافه أو خارجه. باعتبارنا شعب تعرض ويتعرض للإرهاب يوميا، ولا يزال خاضع للاحتلال وهو ابشع وأقسى أنواع الإرهاب ضد الإنسانية.
ب) واستكمالا للخط السليم الذي حددتموه، يا سيادة الرئيس، بشجب الهجوم على أمريكا، والتبرع بالدم لإنقاذ حياة المصابين.. اقترح:
1) إعلان رسمي من جانبكم بتجديد التزام قيادة المنظمة بمحاربة الإرهاب ومطاردة الإرهابيين إن وجدوا في الأراضي الفلسطينية.
2)إعلان رسمي استعداد القيادة الفلسطينية للتعاون مع الإدارة الأمريكية والقوى الدولية الأخرى في بناء تحالف متين ضد الإرهاب والإرهابيين في كل مكان.
3) تجديد التزام القيادة الفلسطينية بالحل السلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وتأكيد أن اليد الفلسطينية لا تزال ممدودة من أجل السلام.
4) تجديد التزام القيادة الفلسطينية بوقف إطلاق النار الذي أعلن بحضور وزير الخارجية الألماني وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وخطة جورج تنيت لوقف إطلاق النار، وخطة ميتشيل للعودة إلى طاولة المفاوضات.
5) تجديد التزام القيادة الفلسطينية بالاتفاقات التي وقعتها مع الحكومة الإسرائيلية.
6) دعوة الحكومة الإسرائيلية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار ووقف الحرب، وتأكيد التزامها بتنفيذ الاتفاقات التي وقعت في عهد الحكومات السابقة، والعودة إلى طاولة المفاوضات فورا.
7) توجيه رسائل إلى زعماء العالم المعنيين بمضمون الموقف الفلسطيني. وتأكيد ان عدم حل النزاع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي وبقاء المقدسات الإسلامية والمسيحية تحت الاحتلال يوفر المناخ لنمو الإرهاب في منطقتنا، وفي صفوف أصحاب هذه المقدسات في مناطق عديدة في العالم.
8) توجيه رسالة رسمية من قبلكم إلى الشعب الفلسطيني مباشرة تتضمن : إدانة الهجوم على أمريكا وإدانة الإرهاب باعتبارنا اكثر شعوب الأرض معاناة من الإرهاب وهو الاحتلال. وان المصالح الوطنية الفلسطينية العليا تتطلب التكاتف والتعاون في اقتلاع “الأعشاب السامة” التي تشوه صورة النضال الفلسطيني من اجل تحقيق حقوقه الوطنية المشروعة.
9) توجيه رسالة إلى الشعب الإسرائيلي تؤكد ان تجربة نصف قرن من الحروب والعنف علمتنا ان نزاعنا لا يحل عن طريق الحروب واستخدام الدبابات والطائرات والمتفجرات. وان الإرهاب عدو مشترك، يحصد أرواح إسرائيليين وفلسطينيين أبرياء. وان طريق السلام والمفاوضات هو الذي يوفر الأمن لإسرائيل والإسرائيليين والفلسطينيين وجميع شعوب المنطقة. وان ما قطعناه على هذا الطريق بمساعدة الإدارة الأمريكية والقوى الدولية والإقليمية الأخرى، مهم وثمين، ويوفر أرضية جيدة لقطع بقية الشوط نحو السلام الشامل والعادل، وصنع الاستقرار في منطقتنا وخلق تعايش آمن بين الشعبين.
سيادة الرئيس :اعتقد ان مثل هذه الخطوة في هذه المرحلة تساهم في إقناع الإدارة الأمريكية والقوى الدولية المعنية باستقرار أوضاع المنطقة، ان محاربة الإرهاب في المنطقة يبدأ بحل سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وان منظمة التحرير معنية بمعالجة الأسباب التي تؤدي إلى نمو الإرهاب في منطقتنا.
ودمتم للنضال وتحقيق أهدافنا
ممدوح نوفل